“اسرائيل” تنتهك المقدسات الدينية بحجة حماية الطبيعة والهدف الاستراتيجي تسمين ا”لاستعمار”

تعمل المنظومة الاسرائيلية (السياسية، العسكرية، القانونية) على وضع الخطط للتنصل من عملية التسوية، وتدمير ما تم تطبيقه حتى الآن، ومنها إعلان ما يسمى وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت ، عن تحويل 7 مناطق استراتيجية، إلى “محميات طبيعة” يدير شؤونها دولة  وجيش الاحتلال، وهدفها النهائي سلب المواطنين الفلسطينيين لأراضيهم ومنازلهم،  تلك المخططات مهما كان عنوانها، تستهدف اراض فلسطينية تقع ضمن الاراضي المحتلة في الرابع من حزيران 1967.

مجرى نهر الأردن الجنوبي شرق الضفة الغربية الذي شمله إعلان بينيت، يحتوي على معالم ودلالات سياحية عميقة، إضافة إلى مكانته الدينية لدى المسيحيين من مختلف الطوائف.

  إعلان بينيت لم يأخذ بعين الاعتبار المكانة الدينية للموقع، وتشدد قوات الاحتلال من إجراءاتها في محيط مجرى النهر وتحوله من مكان ديني مقدس للمسيحيين إلى “ثكنة عسكرية” وسط مراسم الاغتسال بمياه النهر والتنزه على ضفتيه.

للوهلة الأولى، يعتقد الزائر أن تواجد السياح والمواطنين على ضفة النهر الشرقية قد لا يمنعهم من التنزه بأريحية أثناء عيد “الغطاس”، حيث أكثر من 3 حواجز عسكرية تفصل بين النهر ومدينة أريحا، إضافة إلى تواجد شرطة الاحتلال الإسرائيلي “المدججة بالسلاح” على طول الطريق.

حجاج المغطس كل عام يدركون مدى صعوبة الاغتسال بمياه النهر لما يشكله من منطقة حدودية مغلقة مع الاردن، وحصره في بقعة صغيرة لا تتجاوز مئتي متر من النهر الذي يبلغ طوله 350 كيلومترا، رغم ما يحمله في طياته من بَرَكَةٍ.

القائد العام لمجموعة كشافة ومرشدات القديس جوارجيوس للروم الأرثوذكس فراس عواد، الذي تسببت شرطة الاحتلال في اعاقة وصوله والكشافة للاحتفال باستقبال البطريرك ثيوفيلوس في النهر بعد أن جاء برفقة الكشافة احياءً لذكرى عماد المسيح، أكد أن انتشار الحواجز في المنطقة وعلى الطرق الوعرة قرب نهر الاردن باعتبار المنطقة محمية إسرائيلية، ليس وليد اللحظة، حيث زرعت المنطقة بالألغام منذ ستينيات القرن الماضي.  ومعظم المضايقات التي تجري في ساحة مجرى نهر الأردن وباقي المحميات في الأغوار، هي عمليات استيلاء وقرصنة مباشرة من قبل سلطات الاحتلال تصب في مصلحة المستوطنات القريبة.

إعلان بينيت يأتي في الوقت الذي تتعرض فيه منطقة الأغوار إلى أساليب قمعية لمنع أبناء الشعب الفلسطيني من وصول المناطق الاستراتيجية التي هي أراضٍ فلسطينية بامتياز، ويأتي في سياق التمهيد لعملية ضم الأغوار.

يشار أن لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم (يونسكو)، قد أدرجت هذا الموقع من النهر على قائمتها للمواقع المحمية عام 2015.

Pozostaw powtórkę