فلسطين-بولندا

تحرص سفارة دولة فلسطين في بولندا على التواصل الدائم مع كافة ابناء الجالية الفلسطينية في كافة المدن والمناطق التي يقطنون فيها، ويحرص كادر السفارة، والقسم القنصلي والثقافي على التواصل الدائم والاطلاع على اوضاعهم وأحوالهم من خلال لقاءات متفرقة، أو الاجتماع بهم من خلال زيارات شبه دورية  للمدن التي يقطنون فيها. وأحياناً تجتمع الجالية، وبشكل خاص في العاصمة وارسو ، خلال المناسبات والأعياد في مقر السفارة وتناقش اوضاعها.

 

ويحرص الفلسطينيون الدارسون في الجامعات البولندية على ابقاء جذوة علاقاتهم مع بولندا الدولة والشعب والثقافة متواصلة، ولهذا الغرض أسس خريجو الجامعات البولندية المقيمون  في فلسطين / رام الله “رابطة خريجي الجامعات والمعاهد البولندية”، حولوها فيما بعد الى جمعية الصداقة الفلسطينية/ البولندية ليساهموا من خلالها في نشر المعرفة والثقافة البولندية، وخصوصاً في الأيام والمناسبات البولندية بالتعاون مع سفارة بولندا في فلسطين.

 

بدأ التواجد الفلسطيني في بولندا مع خمسينيات القرن الماضي، من خلال التعاون النقابي بين اتحادات الطلبة والشبيبة في البلدين، حين زار وفد فلسطيني برئاسة ياسر عرفات (عندما كان طالباً) بولندا، للمشاركة في مؤتمر الشباب الدولي الذي عقد في وارسو؛ إضافة للتبادل الاكاديمي، والتجاري والصحي والسياحي، وسرعان ما بدأ هذا الوجود بالتبلور من خلال قدوم أعداد متزايدة من الطلاب والتجار، الذين شكلوا النواة الأولى للجالية الفلسطينية في بولندا.

مع المتغيرات التي عاشتها بولندا عقب التفاهمات الداخلية نحو التحول الديمقراطي، نهاية ثمانينيات بداية تسعينيات القرن الماضي، بدأ انفتاح بولندا على العالم أكثر، ما انعكس على انفتاح العالم بشكل واسع نحو بولندا الديمقراطية، ذات الآفاق الاستثمارية الاقتصادية الزراعية الواسعة، وهذا أدى الى انفتاح الأسواق وجلب رأس المالي الخارجي للإستثمار في بولندا، وبينها التواجد الرسمي والاقتصادي العربي؛ وهنا كان الاستثمار الفلسطيني الخاص أحد أوجه التواجد الفلسطيني، إضافة للتواجد النوعي من أطباء ومهندسين، اسهموا وبشكل واسع في تعزيز الصورة الايجابية عن الجالية الفلسطينية ودورها في بولندا.

 يقدر عدد أبناء الجالية الفلسطينية  في بولندا بنحو 1000 شخص مع نهاية العام 2019، من أفراد وأسر مختلطة من الجيل الثاني والثالث، معظمهم من الأطباء (حوالي 250) ورجال الأعمال والمهندسين والفنيين (حوالي 120)، وهناك أصحاب الأعمال الصغيرة كالحوانيت والمطاعم، ويسكن معظمهم في المدن الكبرى وعواصم المحافظات.

في الفترة 1976 – 1996  من القرن الماضي بقي عدد ملحوظ من الطلبة الفلسطينيين في بولندا، الذين شكلوا أسر بولندية فلسطينية مشتركة، حيث بقوا بعد التخرج الجامعي، والآن يربون الجيل الثاني والثالث من الأبناء ؛ اسهموا بدورهم في اغلاق ثغرة ولو بسيطة في حاجة المؤسسة البولندية الطبية وغيرها من المؤسسات العاملة في البنى التحتية والعقار “اطباء ومهندسين”، الى جانب مشاركتهم في بناء المؤسسات البولندية التي بدأت تتحول نحو السوق المفتوح. ويُقدر عدد الجالية الفلسطينية في وارسو  العاصمة والمناطق المحاذية، بنحو  200 شخص.

مع اتساع أعداد الجالية الفلسطينية في بولندا كان من الطبيعي أن يوجدوا ويؤسسوا التجمعات والجمعيات الثقافية الاجتماعية لتعزيز دورهم الايجابي في المجتمع البولندي واطلاعهم على قيم وثقافة وحياة الفلسطينيين في الوطن واللجوء والشتات. وقد تأسست الجمعية الاجتماعية والثقافية للفلسطينيين البولنديين (SKSPP) وتم تسجيلها عام 2009.

 أما جمعية الصداقة الفلسطينية البولندية (TPPP) فقد لعبت دوراً هاماً في حياة المجتمع الفلسطيني في وارسو; ففي كثير من الأحيان وبمساعدة هذه المؤسسة يتم تنظيم اجتماعات عامة مع البولنديين من أجل تعزيز المعرفة عن فلسطين، وخاصة المناسبات الوطنية مثل: اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أعلنته الأمم المتحدة، أو بمناسبة “يوم النكبة”،  في هذه الاجتماعات يعرض جزءا من التراث الفلسطيني الثقافي والفولكلوري؛ ونعمل على إعادة إحياءها وتفعيل دورها بما يليق بالشعبين الصديقين.

 تُقام سنوياً عدة فعاليات ثقافية أدبية فنية، وتنظم بعضها من قبل التعاون الثنائي بين المؤسسات الفلسطينية والبولندية، (بما في ذلك دار الأوركسترا الوطنية ودار الأوبرا الوطنية) كتنظيم أمسيات من الموسيقى والرقص الفلكلوري “الدبكة”، والمعارض الفنية، والمعارض الحرفية والمعارض التي تُعرّف بالمنتج الفلسطيني السياحي والاقتصادي والمعارض التجارية.. الخ.

 تُظهر انشطة الجالية الفلسطينية في وارسو جزءاً من حقيقة الشعب الفلسطيني المكافح، خصوصاً البعد الثقافي والفني والاجتماعي، وتحكي قصة شعب يحلم بالحرية والاستقلال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Pozostaw powtórkę