صحيفة “لا” تحاور سفير دولة فلسطين في بولندا محمود خليفة

تحت عنوان    “ممنوع التنفس” نشرت صحيفة “لا” البولندية لقاءا مع سفير دولة فلسطين في بولندا فيما يلي نصه: 

للدخول على النص البولندي الرجاء انقر الرابط التالي:  NIE09_s08

س: – وصف الرئيس ترامب خطته لإسرائيل وفلسطين بأنها “صفقة القرن”. صائب عريقات ، امين سر اللجنة التنفيذية  لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين، قال إن الخطة كانت “عملية احتيال في القرن”،  وتغريدات فلسطينية على توتير  تصف مقترحات الرئيس الأمريكي بــ “صفعة القرن”. هذه المشاعر  لا يعبر عنها الفلسطينيون فقط؛ اسبوعية  “الاقتصادي – ايكونوميست” وصفت خطة ترامب بأنها “سرقة القرن”،  وصحيفة “هآرتس”  الاسرائيلية التقدمية  وصفت المقترح بـــ  ” مزحة القرن”؛ هذا إجماع على رفض قضية اشكالية، الا يوجد في خطة ترامب  ما يستحق الاهتمام؟

ج:- الخريطة التي يقترحها السيد ترامب ليست وسيلة لحل الصراع ، بل لمزيد من التوتر وتفجير الوضع، خطة ترامب تضفي الشرعية على الوضع الحالي، وهو – برأينا –  أننا دولة تحت الاحتلال،  والرئيس ترامب يسعى لمنح الاحتلال صفة الشرعية ويضغط على  المجتمع الدولي  لدعم  أفكاره، حتى لا يتحدث أحد بعد ذلك عن أي حقوق للفلسطينيين مرة أخرى.

   في رأيي، لا يمكن لأي إسرائيلي عاقل أن يوافق على هذا الحل – فكيف يمكن للفلسطيني الموافقة على ذلك؟

س :- لم يسأل أحد  الفلسطينيون عن رأيهم؟

ج: – هذا صحيح.  وحتى نفهم الهدف  من إعلان هذه الخطة ، كان يكفي مشاهدة المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض، الطرف الثاني في حل الصراع، اي الفلسطينيون، لم يكونوا حاضرين، ومن ضمن ما قاله السيد ترامب في  هذا المؤتمر ،   ربما، وأكرر، ربما إذا أثبت الفلسطينيون أنهم يستحقون العيش بسلام ، فسنقدم لهم  في غضون 4 سنوات، قطعة من الدولة … كافة القضايا الاساسية أزيحت عن الطاولة، حول ماذا سنتحدث إذاً؟

س: – حول 50 مليار دولار؟

ج: –  قد تكون هذه المبالغ مهمة للسيد  ترامب ، هو تاجر بالأساس، قد تكون طريقة لتحلية “صفقة القرن”  أو اسلوب لتسويقها، ولكن ليس للفلسطينيين. لا 50 مليار ولا 500 مليار  تساوي شيئاً لنا- ، نحن هنا نتحدث عن الحرية والسيادة والاستقلال. لا نحتاج  لوعود بالأموال من السيد ترامب ، نحتاج إلى الحياة على ارضنا بدون العنف الإسرائيلي. الاراضي التي تسيطر عليها اسرائيل  تشكل 78 % بالمائة، من فلسطين التاريخية. بقي للفلسطينيين 22% من وطنهم. قطاع غزة هو أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم: هناك نحو مليوني شخص يعيشون على مساحة 365 كيلومتر مربع، وفي الضفة الغربية أكثر من 3 ملايين نسمة.  ونحن نرى التوسع اليومي في المستعمرات الاسرائيلية المقامة على ما تبقى لنا من اراض،  انهم لا يبنون في اسرائيل بقدر ما يبنون في الضفة الغربية!!.

س: – “وماذا تُوفر خطة ترامب لهذه القصاصات؟ لقد تم تقديمها كـــ “حل الدولتين” الذي طالما طالبتم به ، أي منح الفلسطينيين دولتهم، المستقلة عن إسرائيل.  حسب صحيفة نيويورك تايمز أن حقوق فلسطين ستكون مقطعة ، وهذا بالأحرى سيشير الى حل دولة ونصف …

ج:- انظري إلى الخريطة المقترحة من ترامب: تبدو  وكأنها أرخبيل من الجزر الفلسطينية في البحر الإسرائيلي. حتى المدن الفلسطينية مقطعة بالمستوطنات الإسرائيلية. ستربطها شبكة من الطرق والجسور والانفاق، ستقوم بتنفيذها شركات أمريكية ستتلقى تلك المليارات الــ50 ، بما في ذلك نفق سخيف بطول 40 كيلومتراً بين غزة والضفة الغربية. ستكون هذه الشبكة تحت سيطرة إسرائيل وحدها. وإذا قرر الجيش الإسرائيلي فرض الحواجز على هذه الطرق – كما يحصل هذه الأيام – فلن يكون بمقدور اي فلسطيني التنقل والتحرك  من جزيرة ما في “الدولة الفلسطينية” إلى أخرى،  أخبريني كيف يمكن تنفيذ برامج أو خطط تنموية لتطوير لهذه المناطق؟

س: – خطة ترامب تفترض أن “الدولة الفلسطينية” لن يكون لها الحق في توقيع اتفاقيات دولية. ولا لقوات مسلحة … …

ج: – ما هي الدولة التي يمكن أن نتحدث عنها إذا كانت دولة بدون جيش؟ السلام كان دوماً هدفنا،  ولهذا السبب  كانت هناك مراحل تحدثنا فيها عن دولة منزوعة السلاح، وكنا مستعدين لقبول هذا الشرط، نعم هذا صحيح،  لكن في ظروف هذه الأيام لا يمكن أن نتحدث في أي حال من الأحوال عن دولة بدون جيش. بما أننا تحت الاحتلال والتهديد المسلح مستمر ، يجب أن يكون لدينا جيشنا لحماية مواطنينا.

– تقول إسرائيل نفس الشيء: إن كل القيود المفروضة على فلسطين تتعلق بأمن الإسرائيليين.

– بالنسبة للإسرائيليين، كل فلسطيني يتنفس يشكل تهديدًا لأمنها. سأعطيك مثالاً: إذا كتب أحدهم على الفيسبوك أن الجيش الإسرائيلي تصرف بشكل مخزي ، واساء الى جثة شاب فلسطيني بجرافة، يمكن محاكمته  بتهمة انتهاك أمن إسرائيل …

س: دعنا نشرح للقراء – هل تقصد الفيلم الفظيع الذي ظهر على الإنترنت قبل بضعة أيام، وهو يظهر كيف يحاول أكثر من عشرة فلسطينيين انتشال جثة رجل قتله جيش الدفاع الإسرائيلي على حدود غزة-  ويتراجعون بسبب اطلاق نار الجيش الاسرائيلي بينما تقوم جرافة اسرائيلية  بسحب الجثة المتهتكة  بأسنانها، بعد ان سحبته ورفعته عدة مرات قبل ان تنقله إلى الجانب الإسرائيلي. هذه  نتيجة لسياسة وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي ، نفتالي بينيت ، الذي أمر الجيش الإسرائيلي بالقبض على جثث القتلى الفلسطينيين ،رداً على احتجاز حماس جثتي جنديين إسرائيليين تحتجزتهما منذ عام 2014.

ج: – الفلسطيني القتيل هو محمد علي النعيم. كان عمره 27 عامًا ، وترك خلفه زوجته وابنه البالغ من العمر عامًا واحدًا. وفقًا للقانون الإسرائيلي، فإن الحديث عنه، أو اعادة نشر ذلك الفيلم ، أو التعليق عليه ، يهدد أمن الدولة.

س: – ولكن بجدية: هل يصدق الإسرائيليون حقًا  أن برنامج ترامب يمكن أن  يحسن أمنهم؟

ج: –  في الحقيقة هو  ليس برنامج ترامب. بدأ الإسرائيليون يفهمون ذلك:

هذه ليست أفكار  ترامب ، أو صهره كوشنر ، أو مستشاره الخاص في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات. هذا هو برنامج نتنياهو وعدد من المتطرفين الآخرين، مثل الشخص الذي أشرت له سيدتي قبل قليل الوزير  بينيت – أو ديفيد فريدمان سفير أمريكا في إسرائيل وفي نفس الوقت هو مستوطن/ مستعمر، الذي يدعم الاستيطان/الاستعماري في مستعمرة مقامة على اراضي رام الله، مثل بيت إيل، مستعمرة غير قانونية حسب القوانين والمواثيق الدولية. من الصعب أن نتوقع من هذا الشخص أن يكون محايدًا.

س: – ولكن هل يمكن أن تتوقع من اي شخص ان يكون فيما يتعلق بإسرائيل وفلسطين محايداً؟ لقد أجاد اليمين الإسرائيلي آلية التخويف في العالم الغربي بأسره ، حيث يتم الصاق تهمة اللاسامية اي شخص لا يدعم “بدون انتقاد” السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.  هذا ما اقتنع به بألم  زعيم حزب العمل جيريمي كوربين، والذي مؤخراً – إلى جانب الحزب بالكامل – خسر الانتخابات. وذلك بسبب أنه قد اتهم بمعاداة السامية بعد أن احتج على تضمين مدونة أخلاقيات حزب العمل تعريفًا كاملاً لمعاداة السامية، ينص على أن اتهام اسرائيل بالعنصرية معاداة للسامية.  وأخاطر  بالسؤال: هل سياسة إسرائيل عنصرية؟

ج: – بكلمة واحدة: نعم. وهذا لا يقتصر على الفلسطينيين. اليهود الأفارقه يتعرضون للتمييز أيضا في اسرائيل.

س: – تمييز بسبب لون البشرة؟

ج: – قبل نصف عام ، خرج الآلاف من اليهود الإثيوبيين  الى الشوارع في اسرائيل، بعد مقتل مراهق يهودي اسمر البشرة/ سليمان تيكاه، برصاص ضابط شرطة إسرائيلي دون سبب.  وهتف المتظاهرون “فلسطين حرة” و “الله أكبر” … ولكن بطبيعة الحال ، فإن غالبية التمييز يخص الفلسطينيين.

س: – هل تستطيع ذكر أمثلة؟

ج: الامثلة كثيرة، المجالس المحلية في القرى أو في المدن والأحياء العربية ليس لها نفس الحقوق التي تتمتع بها المجالس المحلية الإسرائيلية. ولا يحصلون على نفس الموازنات. لا يحق للفلسطيني التوسع او بناء منزل: وقد يستغرق حصول الفلسطيني على تصريح بناء عدة سنوات وبتكلفة عشرة أضعاف الاسرائيلي / اليهودي. إذا استسلم احد ما في هذه المعركة الادارية وحاول دون إذن، على سبيل المثال، البناء على سطح منزله ليوفر لابنه مع زوجته وأطفاله مكان للعيش – يظهر على الفور موظف اسرائيلي بأوامر هدم وجرافة للتنفيذ الفوري بالهدم.  المستوطنات الإسرائيلية الغير شرعية في الأراضي الفلسطينية، على الرغم من عشرات القرارات الدولية والأحكام القضائية، فإنها تنمو وتسمن، ويريد ترامب شرعنتها.

الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة  ليس له أي حقوق في نظر إسرائيل: يمكن للجيش الاسرائيلي مهاجمته ليلا، يمكنه هدم منزله، أو تفجيره، ويمكنها ركل الأبواب وترويع الاطفال، وتحطيم نوافذ المتاجر. ومن يحاول الدفاع عن نفسه أو ممتلكاته يتم القبض عليه على الفور بتهمة الاعتداء أو مقاومة الاحتلال.

س:- أنا افهم انك تتحدث عن موقف يكون فيه الجيش الاسرائيلي هو المهاجم. ماذا لو كان المعتدي / المهاجم اسرائيلي ؟

ج:- شكراً جزيلاً على هذا السؤال.  بالطبع هناك من يضل الطريق، فتقوم الجهات الفلسطينية المختصة بتسليمه للجانب الاسرائيلي، لكن عندما يتم القبض على مستعمر/ مجرم اسرائيلي،  تتحرك القوات الاسرائيلية على الفور وتقتحم المدن والمؤسسات ومراكز الشرطة لاختطافه بسطوة القوة،  

التمييز بالطبع لا يقتصر على التعامل مع الضفة الغربية وقطاع غزة. المواطنون الإسرائيليون من أصل عربي/فلسطيني يتعرضون لهذا التمييز ايضاً.

س: – على سبيل المثال؟

ج: – إذا تزوج فلسطيني يحمل هوية  إسرائيلية من امرأة من الضفة الغربية أو قطاع غزة – فهي لا تحصل على الهوية الإسرائيلية ، وربما بعد عناء تحصل فقط على تصريح الإقامة المؤقت ، ويتعين عليها تجديده بشكل دوري. إذا تزوج هذا الفلسطيني ، على سبيل المثال ، من فتاة من الأردن – فهذه مشكلة كاملة ، لأن هذه الزوجة ليس لها الحق في الاقامة  في إسرائيل أو الوصول للالتحاق والعيش مع زوجها، سيكون طريقها معقد جداً.

س: – وماذا بعد ذلك، ما الحل؟

ج: – ربما يذهب إلى الأردن ويقيم هناك. وهذا هو هدف  السياسة الإسرائيلية، دفع الفلسطيني للمغادرة والرحيل حتى لا يبقى سوى أقل عدد ممكن من الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية. هذا ما تعمل عليه خطة ترامب ايضاً،  ضم تجمعين فلسطينيين كبيرين إلى “الدولة الفلسطينية “منزوعة الحقوق” التي يتحدثون عنها” ، إنهم يخططون لتطهير عرقي من خلال ترحيل ما مجموعه حوالي 400,000 عربي/فلسطيني يعيشون في إسرائيل ويحملون الهوية الاسرائيلية الى الضفة الغربية ، أو إعادة توطينهم في الجزيرة السكنية الفلسطينية التي تتحدث عنها خطة ترامب والتي تم اختراعها في النقب حسب هذه الخطة – حتى لا يبقون في إسرائيل.

بالنسبة للفلسطينيين المقدسيين هناك اجراءات ولوائح متشددة خاصة:  إضافة الى أنه لا يمكن للفلسطيني المقيم في القدس أن يتزوج امرأة من خارج القدس ، لأنها لن تحصل على حق الاقامة في المدينة، وإذا أقام هو/ الزوج مع زوجته خارج القدس،  فسوف يفقد حق الهوية المقدسية . بالطبع ، لا تنطبق هذه القيود على الاسرائيليين/ اليهود-  والهدف من وراء هذه القيود ايضاً تخفيض نسبة الفلسطينيين في المدينة، والحدِّ من معدل الزيادة الطبيعية، وحتى يبقى أقل عدد ممكن من المصوتين العرب في الانتخابات الاسرائيلية.

س: – هل يصوتون الآن؟

ج: – إلى حد كبير، نعم. ولو  شارك جميع الفلسطينيين الذين لهم حق التصويت في الانتخابات، فمن الممكن ان تحصل القوائم العربية على 18 مقعدًا في الكنيست على الأقل. حاليا لديهم  13 ، تقول التقديرات أنه يمكنهم الحصول على مقعدين إضافيين في الانتخابات المقبلة. منذ وقت بدأ العرب / الفلسطينيون بالترشح ضمن قائمة ائتلاف واحدة  وهذا يزيد من فرصهم.

س: – السيد السفير ؛ “خطة ترامب” ، أو بتعبير أدق ، خطة نتنياهو وفريدمان التي تبناها ترامب من خلال صهره ، سيئة للغاية، غبية ووقحة، لذلك غير مقبولة على الإطلاق لأي شخص غير اليمين الإسرائيلي، الأكثر تشددًا –  السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا؟ ماذا يفترض أن تخدم؟ لماذا الإعلان عنها الآن؟

ج: – هذه تصرفات الاستعمار الجديد ، الذي قرر أن الوقت قد حان لإخضاع المنطقة لتقسيم جديد، تقسيم جديد في الشرق الأوسط. ويمكننا أن نرى تأثيرات ذلك في:  سوريا وليبيا والعراق وغيرها… الإدارة الأمريكية الحالية تغذي هذه الصراعات. هناك إشكاليات قديمة، قائمة منذ فترة طويلة ، لم يخترعها ترامب أو تسبب فيها –   لكن يمكنك رؤية أن النظام العالمي اليوم لم يعُد مناسبًا للسيد ترامب،  والسيد ترامب يحاول تحطيم كل من يحاول الدفاع عن بقايا هذا النظام. أميركا اليوم ببساطة لا ترى أي قوة يمكن أن تقف في وجهها أو تعارضها: لا ترى الاتحاد الأوروبي في هذا الدور ، ولا ترى الصين ، ولا تحسب حساباً لأي منظمة دولية، لا تتمتع الأمم المتحدة بالسلطة أو الثقل الذي كانت تتمتع به في السابق. لقد أصبحت مُجرد واجهة، تُسَيِّرُها الإدارة الأمريكية.

الولايات المتحدة اليوم تحتكر القرار حول مصير  العالم، ولديها القدرة على عرقلة جميع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، وتحمي اسرائيل بالكامل من العقاب. تشكو إسرائيل من أن الكثير من القرارات موجهة ضدها. وذلك لأن السلطات الإسرائيلية  لا تنفذ اي من تلك القرارات، ما يعني إقرار المزيد من القرارات للتأكيد على تنفيذ القرارات السابقة؛ هذا  يشير بوضوح الى عجز الأمم المتحدة عن تطبيق قراراتها والقيام بدورها لحماية الأمن والسلم العالميين،  ما نراه اليوم ويجري في أكثر من مكان، هو حالة انعدام لسيادة القانون في العلاقات الدولية. نحن نعيش في مرحلة قانون الغاب ، حيث القوي  يبتلع الضعيف.

–        لا يبدو  ذلك تفاؤلا …

– أنا لا أفقد الأمل أبداً. أعتقد أن المخرج من هذا الوضع الدرامي هو ببساطة  قيام الأمم المتحدة بدورها، والعمل على تنفيذ وحماية ايقوناتها ومُثُلِها،  لكن عندما نواجه أفكاراً متطرفة مثل تلك التي قدمتها الإدارة الأمريكية، ولا نرى رد الفعل المناسب من المجتمع الدولي – تأتي لحظة يفقد فيها الشخص ثقته في هذا المجتمع وفي العدالة الدولية.

 أنا في بولندا ولنا في تاريخها المثال الجيد، وأرى أنه لو  فقد البولنديون الأمل – هل استطاعوا استعادة بلادهم بعد 123 عامًا؟ البولنديين لم يفقدوا الأمل ، ناضلوا وقاوموا،  اتجهوا نحو العمل والبناء من الاساس، بنو المؤسسات ، اتخذوا خطوات سياسية. لم يكسر المحتل روحهم المعنوية، لم يجعل الاحتلال من البولنديين المان، او روس او نمساويين. بقيتم بولنديين. هذا مثال ملهم، يجب أن نؤمن في أنفسنا وفي المستقبل  وإنسانيتنا.

ولكن ايضاً نقول للعالم أجمع، للقائمين على المنظومة الدولية: لا تختبروا  حدود صبرنا.

 

أجرت اللقاء  أغنيشكا فووك – وانيفسكا

Pozostaw powtórkę